روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | الفالنتين...عيد الإحباط!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > الفالنتين...عيد الإحباط!


  الفالنتين...عيد الإحباط!
     عدد مرات المشاهدة: 1580        عدد مرات الإرسال: 0

في كل مرة نؤقت تاريخًا للإحتفال بأشخاص أو قيم فإننا نضع أنفسنا في إختبار، ونجعل الأشخاص في إنتظار، نضعهم في حالة تقييم وحكم على مدى صدقنا في تقديرهم.. أعياد الميلاد، أعياد الأمهات، أعياد الطفولة...إلخ

وعلى الرغم من أن هذه الأعياد يُفترض أن تكون فرصة للتواصل والمحبة وإدخال السرور إلا أنها غالبًا ما تتحول إلى مناسبات تعيسة.. حيث يشعر الكثيرون بالضغط في أن يكدسوا في يوم معين ما يعبر عن مشاعرهم تجاه شخص ما.. أما هذا الشخص فإنه يجد نفسه منتظرا لإكتشاف مكانته لدى من حوله، لدى من يحبهم وأعطاهم الكثير..

ولما كان التعبير عن هذه المشاعر الثمينة يجب أن يُترجم ماديًا في هدية، فإن الأمر يتحول في النهاية إلى مال.. ولا يمكن للمال أن يعبر عن تقدير الأمومة أو الطفولة فضلًا عن أن يعبر عن الحب.

أن يكون للحب عيد فهي مهمة مستحيلة، فهو القيمة التي تتمحور حولها كل القيم الأخرى، وهو المحرك الأساسي لأعمالنا وعلاقاتنا.. فكيف نحتفل به في يوم واحد؟.. وبمن سنحتفل؟..

أبحبنا لخالقنا وهو الحب الأصلي الذي من خالص مودته إنبثقت كل أواصر المحبة الحقيقية؟..

أم بحبنا لذواتنا وتقديرنا لأنفسنا؟

أم بحبنا لآبائنا وأمهاتنا ومن علمونا وربونا؟

أم بأزواجنا وأولادنا.. وإخواننا وأخواتنا؟

أم بإخوتنا في الله وأصدقائنا المخلصين؟

يبدو الأمر مستحيلًا.. فالحب لا يعرف الأزمان ولا تقيده الأوطان.. لا تطويه الأرض ولا يقضي عليه الموت.. يبقى الحب فينا حيًا.

ولكنهم فيما يُسمى الفالنتين ارتكبوا جريمتين:

=الأولى: أنهم إختزلوا الحب في العلاقة بين رجل وامرأة.. هذا إذًا هو الحب في نظرهم، وعيد الحب يعني أن يحتفل رجل وامرأة بغرام عابر أو مستقر.

=الثانية: أنهم إختزلوا ثانية هذا الحب بين رجل وامرأة في ملابس حمراء ودبدوب سخيف..

فهذه أعظم قيمة يحيا بها البشر الحب تقلصت إلى خيال هزيل لطفل.. وكأن الحب لا يتجاوز أعتاب بدايات المراهقة.

المؤسف أن هذا اليوم يشهد مشاعر إحباط قاسية، وكأن من إخترع هذه الأعياد كان يقصد تعذيب البشرية.. فهو يوم إستحضار لمشاعر الحرمان والإفتقاد لكل من ليس له زوج أو فقد زوجه وحبيبه.. حتى إن بعض الفتيات قد يتساهلن في الكلام مع الشبان حتى لا يأتي هذا اليوم عليهن مريرًا خاويًا!

وهو يوم للغضب والإحباط أيضًا لمن هم متزوجين في الشرق أو منخرطين في علاقات عاطفية على مستوى العالم، لنسيان الشريك الهدية أو الإحتفال أو عدم تعبيره الملائم عن المحبة.. فيسقط الحب في الإختبار المصنوع، لذا فإنه ليس من المستغرب تزايد حالات الطلاق والخلافات في هذا اليوم.. لأنه ببساطة يوم لتقييم الشريك والحكم على صدق محبته!

إننا نُجرم في حق أنفسنا عندما نبدد هذه الطاقة الكبرى في أرواحنا -طاقة الحب- في صور تافهة، منتظرين أن يجلب لنا هذا السعادة والرومانسية المفقودة، فلا نحصد إلا الألم والإحباط، لأن هذا من تكليف الأشياء غير طباعها، فالحب ليس كلامًا محفوظًا في أوقات محدودة، أو هدايا بلون مخصوص هذا هوس..

أما الحب فهو رحلة عمر بحلوها ومرها، ووفاء بالعهد في الوصال والبعاد، وتقبل للمزايا والعيوب، أن يرى شريكك في مرآتك أفضل ما فيه، وتكتشف فيه السكن والقرار..

الحب تسامح وإقالة للعثرات، وبهجة تُقتنص من براثن دوامات المتاعب والمصاعب والهموم فتهون كلها، وتفاهم يُغني عن الكلام الطويل.

لو كان للحب عيد.. فهو في يوم سامحت فيه شريكك.. ساندته.. إنتشلته من أحزانه.. شاركته لذة إنتصار أو مواساة هزيمة.. أضأت له في العتمة نورًا.. كنت له عندما إنفض عنه الجميع..

الكاتب: مي عباس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.